•   info@saudiusa.com
أسبوعيات مبتعث


عبدالسلام العقل - جريدة شمس
كان معززا مكرما مخدوما محشوما في بيته منذ نعومة أظفاره، تعود على أن يكون شخصا هامشيا لا يعمل شيئا، لأن البيئة التي حوله عودته أن يكون سيدا على لا شيء، فكل ما عليه أن يأكل ويشرب ويلبس.. ولم يكن يجيد شيئا سوى بعض الأشغال التي اعتادها.
وفي دراسته كان يذاكر ليلة الاختبار، وفي ظهيرة الغد ينسى كل شيء، لأن تعليمنا هكذا علمنا، وهو الذي يريد ذلك.
خرج مبتعثا ليكمل دراسته، وليحصل على الشهادة التي يريدها من الجامعة ولم يكن يعلم أن «الحياة الأخرى في البلد الآخر هي جامعة بحد ذاتها»، فمنذ وصوله أصبح لزاما عليه أن يكون نظاميا، أن يحترم الآخر، أن يقوم على خدمة نفسه بنفسه في المأكل والملبس والغسيل وجميع ما يحتاج إليه، أي أنه أصبح مسؤولا عن نفسه بعد ما كان عالة على أهله ووطنه،لأنه اختلط بمحيط إيجابي يعتمد على نفسه في كل ما يحتاج فلا بد أن يسايرهم: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه، فكل قرين بالمقارن يقتدي.
أصبح يحسب كل ما يدفعه، ويفكر في الحاجات الرئيسة ويبتعد عن القشور التي تعودها في بيئته الأولى. تغير سلوكه وتغيرت أحواله ونظرته للحياة والمعيشة والمستقبل، وأصبح يفكر بعقلانية وتوازن ليرسم ما يريده ويخطط لما يهدف إليه بعدما كان يعيش في برنامجه المكون من «النوم والأكل والاستراحة وتصوير ملخص للاختبار النهائي».
في الشهور الثلاثة الأولى من سفره إلى مقر دراسته في أمريكا، تعلم ما لم يتعلمه في ستة عشر عاما من التعليم خلال مشواره الدراسي.! فتساءل مستفهما: لو استطعنا مجازا أن نبتعث المزيد من أبناء شعبنا، فكيف ستكون النتيجة؟
ولو رجعوا إلى الثقافة التي تكرس الكثير من المبادئ والأساسيات المعوجة، فمن سيؤثر في الآخر: الطلاب أو المنهج التعليمي وطرقه؟
قال مبتسما: الاختلاط بالحضارات العالمية والشعوب الأخرى والتعامل اليومي معهم هي أهم - كنتيجة وتأثير - من الحصول على الشهادات الورقية!