•   info@saudiusa.com
لا أريد سعوديون في جامعتي أو في مدينتي

alt
شاكر علي - نائب المشرف العام
"لا أريد أن أدرس في جامعة بها سعوديون" ، هذه مقولة تتردد دائماً على ألسنة القادمين الجدد للولايات المتحدة الأمريكية و ربما كنت أنا أحدهم الذي سأل هذا السؤال إن كانت الجامعة بها سعوديين أم لا.. في الحقيقة أن الغربة بكل ما تعنيه الكلمة من وحشة و ألم و وحدة بحاجة إلى من يفهمني و أفهمه مهما كانت المناطق التي أتينا منها في الوطن الأم. و مها إختلفت مذاهبنا يبقى ابن بلدي هو سندي في هذه الغربة.
مع العلم أن الجامعات و القرى الأمريكية قد لا تخلو عن بصمة سعودية ربما ولاية ألاسكا لم أسمع بطالب مبتعث إليها قط لكنني أتمنى يكون هناك طالب في القريب العاجل يدرس في إحدى جامعاتها. الغربة مؤلمة و لن يشعر بالألم إلا من عايش لحظاتها العصيبة ، وقت الضيق و قت الفرح. لك أن تتخيل عندما تتعرض لموقف معين بحاجة إلى وقفة صادقة ستبحث إلى عربي أو إلى سعودي ليقف معك في هذه المحنة التي تمر بها بسبب عدم إستطاعة أهلك أو جهات رسمية الوقوف في نفس اللحظة معك. لك أن تتخيل نفسك عندما تتخرج و أنت تشعر بأنك وحيداً تشارك لحظات فرحك في حفلة التخرج بسبب عدم وجود سعودي يشاطرك الفرحة.

من الطبيعي أن نسمع عن أراء بعض من خاضوا تجاربهم في الغربة من مشاكل تحدث بين الطلبة أنفسهم لكن دعني أقول أن تلك الحوادث قد لا تتعدى أصابع اليد الواحدة فليس من المعقول أننا ملائكة منزلة من السماء لا نخطئ لكن يبقى سيد الموقف تلاحمنا و وقفتنا في أصعب الظروف مع بعضنا البعض. صدقوني لن تشعروا بهذه الكلمات إلا عندما تجد نفسك وحيداً تعاني لحظات الوجع لوحدك.

تخيل معي أخي / أختي عندما تمرض و أنت بحاجة إلى وقفة شخص بجانبك يخفف عنك الألم في الغربة ، تخيل معي عندما تتعرض لا سمح الله لمشكلة و أنت بحاجة إلى إستشارة. إسألوني فكم عانيت في أولى خطواتي في الغربة في إجازة الكريسمس في جامعة سنترال ميزوري مرارة الوحدة و الإنعزال. مرارة الألم و الحنين إلى جلسة تجمع أصدقائي و أحبابي كم شعرت بأنني أريد أن أعود للوطن لكن كم كانت الفرحة غامرة عندما علمت بوجود سعوديون فادمون إلى الجامعة.

الكثير منا ربما يعارض على تجمع السعوديون في الجامعات لكن أنا أبحث عن جامعة لا تقل على الأقل على عشرة سعوديون يشاطرون بعضهم البعض الغربة. كما أن مقولة أن الجامعة أو المعهد التي تحتوي على سعوديون سيقلل من تعلمي للغة الإنجليزية فإنني أود أن أشير بإن هناك العديد من الطلاب و ليكن طلبة جامعة الملك فهد للبترول و المعادن خير مثال ، ربما بعضهم يتعلم اللغة لأول مرة لكن تجده بعد مدة يتحدث اللغة بطلاقة بالرغم من البيئة من حوله يتحدثون العربية.

إنظروا إلى ألبوم الصور في أسرتنا (هنا) إنظروا إلى تلك البهجة و الفرحة إنظروا إلى التلاحم. ألم يشدك لأن تكون في جامعة تملاً بين أركانهم إخوان و أخوات لك في الغربة؟ تذكروا أن الغربة قد تصنع صداقات قوية كما ستتذكرون كلماتي عندما تعودون إلى الوطن و تحنوا للعودة إلى أمريكا ليس لأنها أمريكا بل لأنك وجدت أصدقاء شارطوك الغربة و عرفت معادنهم الأصيلة. ستعودون و أنتم تحملون ذكريات جميلة عن الغربة و عن وقفتكم مع بعضكم البعض. و مشاطرتكم لحظات الفرح و الحزن و اليأس و النجاح.