•   info@saudiusa.com
عصا «عجاج» تقودها من صفوى إلى أمريكا ومجهول يتوجها بـ «السيدة الملهمة»
( 1 Vote ) 

عصا «عجاج» تقودها من صفوى إلى أمريكا ومجهول يتوجها بـ «السيدة الملهمة»

حن لا نختار أقدارنا، ولكننا نستطيع تغييرها ناحية الأفضل إن أردنا.. هذا ما أثبته الكفيفة رقية محمد عجاج الحاصلة على شهادة الماجستير من أمريكا مؤخراً.

رقية فتاة تنحدر من مدينة صفوى، لم تقدها “العصا البيضاء” ناحية أمكنةٍ يختارها المجتمع لها، بل هي من قادت تلك العصا لتتحول إلى عصا “قائد ملهم” يشير بها ناحية كل مبصر تخونه تصرفاته في كيفية التعامل مع أولئك الأسوياء الذين قدر لهم أن تكون لهم احتياجاتهم الخاصة دوناً عن بقية محيطهم.

غريبة في بلادٍ تختلف عن بيئتها بكل تفاصيلها، فلا اللغة ولا العادات ولا التقاليد هي ذاتها الموجودة هنا، إلا أن تلك المغتربة استطاعت أن تثبت لذلك المجتمع ولمجتمعها الحقيقي أيضاً بأنها قادرة على أن تحول “الإعاقة” كما يسميها البعض إلى “طاقة” دفع تسير بها في المقدمة.

كفيفة بين مبصرات

درست عجاج  في جميع مراحلها الدراسية من الابتدايية إلى الثانوية في مدارس تعليم عام، وقد كانت دائماً الكفيفة الوحيدة بين زميلات الدراسة، إلا أنها وجدت تعاوناً كبيراً من مدرساتها ومديراتها، على الرغم من أن المدارس لم تكن مهيئة لدراسة الطالب الكفيف.

صعوبات خلقت قائداً منذ الطفولة

تشير رقية إلى أنه على الرغم من تعاون معلماتها إلا أنها واجهت صعوبات كثيرة، بدأت تشعر بعدها بأنه بات من مسؤوليتها أن تدافع وتوعي المجتمع بكيفية التعامل مع المكفوفين، حتى تجنب أي شخص كفيف أو ذوي إعاقات أخرى أن يتعرض لها في حياته.

بداية التحدي اختلاف !

أنهت دراستها الثانوية، فتوجهت للدراسة الجامعية في جدة بجامعة الملك عبد العزيز، وكعادتها في التحديات، لم تختر قسمًا معتادًا لدراسة المكفوفين، وإنما توجهت لدراسة الإعلام فكانت أول طالبة كفيفة تتخصص ذلك التخصص في جامعة الملك عبد العزيز.

تقول:” كنت مهتمة كثيراً في التوعية، لذلك كنت دائمًا أغتنم الفرص لعمل حملات وبرامج توعوية داخل الجامعة، فقمت بعمل مقابلات كثيرة مع مكفوفين ناجحين مثل محمد بلو، ضحى الشماسي، أستاذ حسني بوقس، أستاذ عبد العزيز الزهراني، والكثير من الأشخاص الملهمين الذين فاتتني أسماؤهم حالياً، وقد كان هدفي أن أسمع قصصهم وأنشر الصعوبات التي واجهوها ليكونوا بمثابة أمثلة توعوية حية للمجتمع”.

وأضافت:” آخر مشروع عملته في الجامعة كان للتخرج، عبارة عن برنامج تلفزيوني بعنوان “دعوة للتحديات البصرية”، وكان جميع العاملين في البرنامج من المكفوفين ما عدا المصور، وكان ذلك تسليطاً للضوء على القدرات والطاقات والصعوبات التي يمتلكونها”.

رحلة القيادة.. من جدة إلى أمريكا

بعد التخرج لم تتح لرقية فرصة للتوظيف، فقدمت على الابتعاث، وقد وفقت لأن تنالها في أمريكا.

تقول عجاج:” بدايةً عند ابتعاثي درست اللغة الإنجليزية في تكساس، وبعد أن جاء خبر قبولي في الماجستير اخترت دراسة التربية الخاصة، لأنني مازلت أشعر بأهمية نشر التوعية في المملكة عن المكفوفين وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكنت أؤمن بأنه سوف يكون عندي قدرة أن أدافع بقوة وعلم عن ذوي الاحتياجات الخاصة واحتياجاتهم بشكل صحيح”.

وتابعت:” أثناء دراستي للتربية الخاصة، لاحظت وجود تخصص يحمل اسم القيادة والتنظيم الدولي والمقارنة بين التعليم على النطاق الدولي بشكل عام، فقدمت عليه، وقبل طلب تقديمي، ودمجت تخصصين التربية الخاصة والقيادة والتطوير”.

قائدٌ كفيف والرعية تبصر !

تصف رقية نفسها بالشخصية القيادية، لذلك حين واجهت عددًا من الصعوبات أثناء الدراسة في أمريكا، كشخص كفيف، مثال لذلك أن بعض الأساتذة لم يكن لديهم خلفية في التعامل مع شخص كفيف، حاولت قدر الأماكن مساعدتهم، فعملت دورة كاملة لأساتذة الجامعة في كيفية التعامل مع الطالب الكفيف ودعمه في القاعات الدراسية، ولقيت ترحيبًا وقبولًا، وهو ما حفزها لعمل برنامج آخر لجميع العاملين في الجامعة في كيفية التعامل مع فئات التربية الخاصة، حيث لاحظت عدم تمكنهم التام من كيفية التعامل معها كشخص مختلف عنهم.

لم تقف عجاج أمام أساتذتها او العاملين في مرافق الجامعة بأكملها، بل اختارت أن يكون “الأقربون أولى بالمعروف”، فقدمت دورات لمرافقي ذوي الاحتياجات الخاصة في كيفية القراءة الجهرية، وكتابة الملاحظات داخل قاعة الدراسة، وسؤالهم عن احتياجاتهم الشخصية بحيث أن يكون لديهم دعم مناسب لاحتياجاتهم تلك، منوهةً بقولها:” الحمدلله البرنامج الأخير تم قبوله من قبل مركز التربية الخاصة في الجامعة وتم تنفيذه وتطبيقه واتباعه في الجامعة”.

متوجة لا تعرف متوجها!

في سؤالنا عن “لقب السيدة الملهمة” الذي التصق بها بعد تخرجها من الماجستير، أجابت:” لا أعرف من أعطاني ذلك اللقب، ولكني أشكره عليه، وأنا أؤمن أن كل شخص قادر على تحقيق أحلامه بإرادته”.

رسالة وأمنية

في حديثك معها ستستشعر بأنها تحمل رسالة واضحة، تنطلق برغبة أو دون رغبة منها بين إجابةٍ وإجابة، فهي قد حملت على عاتقها تغيير نظرة المجتمع لذوي الإعاقة دون مبالغة أو انتهاك لحقوقهم، كما أنها تسعى لتوضيح ذلك في المجتمع، فهي ترى أن ذوي الإعاقة يعانون، والسبب الرئيس في هذه المعاناة هو غياب الثقافة الواعية بحقوقهم.

أما عن أمنيتها فهي تتمنى أن تخدم وطنها كما خدمها بحسب تعبيرها، وتضيف:” أحب التطوير وأحب تطوير بلدي تحديداً، وأن أرفع من مستوى الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات، فالمملكة قدمت خدمات كثيرة للتربية الخاصة وأتمنى أن أكون من الشخصيات التي تسهم في تطويرها، فأنا كمكفوفة لم تتوفر لي الخدمات على طبق من ذهب، بل أنا من صنعت ما أنا فيه بيدي، لذلك أسعى لأن تتجنب فئة المكفوفين بصفة خاصة وذوي الاحتياجات بصفة عامة أي صعوبة واجهتني”.

دعاء الأم نجاح

تختم عجاج حديثها بقولها: “أهدي نجاحي لأمي الغالية والتي باركني دعاؤها في كل وقت، كما أهديه إلى الوطن وإلى كل من شجعني لأن أصل إلى ما أنا فيه”، مضيفةً بأنها تعتبر التهنئات التي وصلت والدتها هي تهنئات تمسها تحديداً فهي تفخر بأن تكون والدتها واجهة تهنئتها، كما توجهت بشكرها للوطن أولاً لإتاحة الفرصة لها في الابتعاث، وكل من ساعدني.

 

المصدر

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول