•   info@saudiusa.com
لقد وهبني هذا المرض!
( 0 Votes ) 
25 أيار 2019

لقد وهبني هذا المرض!

 
 
خالد عبدالله المهيمزي- ستيلواتر.
 
حمد ابن جروان: لقد وهبني هذا المرض!
كتب المحارب في حسابه في تويتر صافعًا القرّاء في تغريدة شرّقت وغرّبت : 
‏"العيد الثامن لي مع مرض السرطان
‏لكنه العيد الثالث لي مع شهادة الماجستير
‏والعيد الأول لي مع درجة الدكتوراه
‏والعيد الثلاثين لوجودي على هذه الأرض في أمن وأمان ونعم كثيرة لاتحصى ولاتعد..
‏رغم الألم إلا أن الأمل بالله كبير، ورغم المعاناة إلا أن سعادتي لاتوصف.
‏كل عام وأنتم بخير"
ثم يصفع صفعته الثانية ويقول: لقد وهبني الله هذا المرض، أي مرض! السرطان!
يقول: وهبني الله هذا المرض بعد البكالوريوس ثم تغيرت بعد ذلك مفاهيمي للحياة ، كنت شيئًا وأصبحت شيئًا آخر. أصبحت مختلفا، تغيرت مفاهيم الحياة، خلق الله لي طموحًا بعد هذا المرض. قررت أن أكمل الماجستير ثم أكمل الدكتوراه. 
لا أعلم العلاقة بين السرطان والحرب ولكن أهلًا بالحرب، فدائمًا ما نسمع بمحاربي السرطان.
عجب كاتب هذه الأحرف لا يكمن هنا بقدر ما يكمن بهذه الروح التي تكتب الشعر و ترشد العوام عن المرض وتنتقد مستشفيات الصحة بتقصيرها تجاه مرضى السرطان و تبث الوعي في المجتمع تجاه هذا المرض.
بل أني تعلمت الكثير عن هذا المرض من خلال سنابات وتغريدات هذا المكافح البطل، فالسرطان مرض يمكن علاجه، ويمكن أن يعيش مريض السرطان سنوات عديدة فهو مرض مثله مثل غيره من الأمراض التي يمكن علاجها، بعكس ما يتصوره البعض أنه نهاية الحياة. 
يصفعنا هذا المحارب مرة ثالثة بأنه على وشك تأليف كتاب بعد ٨ سنوات من هذا المرض، وسيسميه: " السرطان ألم وأمل" اسمٌ جميل وكتاب واقعي والكاتب هو الخبير بل هو نفسه الذي يشعر بالألم والأمل. 
والحقيقة أنه يرسل الأمل للجميع، يرسله للذين ظنوا أن الحياة ضدهم وأن القطار فات، يرسله للمكتئبين الذين فقدوا حلاوة الحياة ونسوا أنهم يملكون الكثير والكثير وباستطاعتهم أن يفعلوا المزيد والمزيد. 
كأن هذا المحارب تجسد بشعر من أشعار أبي ذؤيب الهُذَلِي:
وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ
أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ
وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها
فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ
انتقدت هذا الصديق ذات مرة وكان رده أجمل ما كان.
وقال إن هذا الشي لا يروق له والأصدقاء يعرفون عنه ذلك وأنه يعتمد على نفسه كثيراً في أمور العلاج وتفاصيله، وقال إن هذه المجتمعات يغلب عليها العادات المتوارثة أكثر من طابع العقلانية والواقعية... واستمر برده و بنقده الجميل. 
الصفعة الرابعة: الدكتور حمد، نعم الدكتور!  لقد حصل عليها قبل أسابيع، حصل عليها وهو مبتعث خارج الوطن بعيدًا عن الأهل والأصدقاء حارب الغربة والمرض وحارب كل الذين قالوا لا تستطيع. مبارك يا دكتور والطموح أكبر من أن يقال لنا لا نستطيع. وآخر الصفعات حين عُيِّن مؤخرًا سفيراً للجميعة الخيرية السعودية لمرضى السرطان.
 
شكرًا لك ولصفعاتك التي ترسل الأمل للبشرية.

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول