رسالة إلى وطن
وطن واحد من أجل غدٍ أفضل
و في لحظة شك و حقد و طائفية، يخرج علينا البطل الشهيد عبدالجليل رحمه الله ليُسكت الجميع و يُعلن بموقفه البطولي أن الدين، الوطن، و الشعب فوق كل شيء. لقد اُستشهد و رحل من رحل قبله و من معه و قد يرحل بعده أنا أو أنت من أجل غدٍ أفضل و جيل أجمل. خرج علينا ذلك الموقف الشجاع بدروس لا تُحصى، و وجب علينا اتخاذها بعين الاعتبار و التعلم منها كل يوم. أيقظَ أرواحنا و عقولنا و قلوبنا لقيمة العطاء الحقيقية التي جسّدها نبله في موقف بطولي و مشهد حزين جدا أفنى فيه روحه لئلا تُحصد آلاف غيرها في بيت من بيوت الله.
العدو يريد أن يُفرقنا. و لم يعرف كيف يُحدث ذلك، فدخل من بوابة الطائفية. و لم يكن يعلم أن هذا المدخل هو البوابة و بداية العبور نحو مجتمع بلا طائفية. مسلم أنا و نحن جميعا مسلمون. نختلف في المسائل الدينية و نختلف فيما بيننا، و لكن عندما يُستهدف و يُزعزع أمن الوطن و المواطنين... حينها سنقول بصوت واحد قف! لست أنت من تُفرقنا، و لست جُموعك قادرة على ذلك. عُد إلى حيث أتيت خائبا مذلولا، و إياك ثم إياك الإقتراب منا. و تأكد و تيقن أن ما حدث خلال حادثة الجمعة و صلاتها، زادنا توحيدا و إيمانا و حُبا للوطن و الإسلام.
أمتنا، أمة الإسلام و وطنا، وطن التوحيد و الأمن و السلام سيظلان شامخين متفائلين دوما نحو غدٍ أفضل. و لن يُغير ما حدث فينا بل سيُقدم لنا المزيد و المزيد نحو شعار متحدين نقف متفرقين نسقط. و حتما سوف لن نسقط طالما أننا متمسكون براية الإسلام و المسلمين. و إن أرادوا اطفاء نور الله يوما، فالله متم نوره و لو كرهوا جميعا. انهض أيها السعودي المسلم برايتك و دينك و معتقداتك براية الوطن و التوحيد، و قفوا جميعا تحت كلمة واحدة "كلنا للوطن واحد".
اعطى عبد الجليل عُمره ليُزهر الوطن لإخوته و أخواته. زهرة اشواكها فقأت عين العدو الحاقدة، و انتشر أريجها برائحة الحب و فداء الوطن حول العالم. السعودية تنعاه، وامريكا تنعاه، ولسان الجميع يقول: رحمك الله يابطل، و أسكنك فسيح جناته.
