•   info@saudiusa.com
الحس المعرفي بين الطالب و الجامعة و الوظيفة
( 3 Votes ) 
3 تموز 2015

الحس المعرفي بين الطالب و الجامعة و الوظيفة

عبدالمنعم عبدالله الحاجي

 

إن أبواب المعرفة كثيرة و منافعها ذات فائدة عظيمة بشكلها العام على حياة الإنسان، و الأجمل من ذلك أن تكون بشكلٍ علمي و أكاديمي. وهنا تسائٌل عن تلك المواد الإضافية التي توجد في جدول الطالب الجامعي، لماذا هي موجودة و مزاحمة لتحصيله. أيضاً هل لك أن تتصور أيها القاريء أن ليس كل ما يدرسه طالب الجامعة أو الأكاديميات التعليمية لهٌ صلة مباشرة بتلك 

الوظيفة التي تنتظره بعد تخرجه.

أتذكر خلال سنوات دراستنا الجامعية أنا و أصدقائي كم كٌنّا نتذمر من المواد الدراسية غير ذات التخصص، و أنها تزاحمنا في الإبداع و الحصول على معدل تراكمي ممتاز. ولكن بعد التخرج قد استوعبنا الدرس جيداً، إذّ ما كانت تلك المواد إلا أن تٌعطينا بٌعداً معرفياً إضافياً في تشكيل الثقافة العامة لدى الطلاب و إن كانت بشكل بسيط. فمنها تٌفتح لَكَ أبوب من المعرفة للحقول الأخرى ومن ميزاتها كذلك أنها تٌعطى بطريقة علمية محترفة. لم تكن تلك المواد حكراً على جامعات دولنا العربية فقط بكل كانت موجودة بشكل دولي كما لمسناه من دراستنا في الولايات المتّحدة.

لقد كانت هناك دروس تهتم بالفنون و العلوم و حتى الأديان بما فيها الدين الإسلامي ضمن الخطة الدراسية الجامعية إلى جانب المواد المتعلقة بالتخصص الجامعي. إذاً هذا النوع من المواد لها حاجتها الفعلية المؤثرة في الطالب الأكاديمي، وإلا لما وضعته كبريات المؤوسسات التعليمة في دول العالم.

ذات يوم وفي وسط دراستي الجامعية كنت أقف ملياً متسائلاً عن الرابط العملي بين ما ندرسه في قاعات الجامعة والواقع الوظيفي أو التطبيقي لتلك المواد، وأقصد هنا بمواد التخصص الدقيق للطالب! في أحدى المحاضرات التي فرضتها الجامعة على طلابها لتهيأتهم لبيئة العمل بعد التخرج، طرح شاب أمريكي سؤالاً على المحاضر وقال: ماذا أستخدمت من خلال دراستك الجامعية في واقع عملك الوظيفي؟ فكان رد المحاضر أنهٌ قد استخدم معادلة رياضية واحدة فقط طيلة العشرين سنة التي أمضاها في عمله!! قد تصاب أخي القارئ بخيبة الأمل من هذا الرد و تتسائل ما فائدة تلك السنوات التي تخللها الكثير من الضغوط النفسية و العصبية و مفارقة النوم لأيام.

الرد هو بشكل بسيط أن واقع تلك المواد وأثرها ينصب على تنمية الذكاء المعرفي و التفكير السليم في حل الأزمات التي قد تواجهها في عملك. إذ أن مواد التخصص لا تعطيك معادلات و أرقام فقط، بل تبين لك الطريقة العلمية و التّحليل الصحيح التي يٌفترض عليك أتباعها في الخروج بالناتج المؤكد و منها تنطلق لاستخدامها في واقع العمل بعد التخرج. وهنا مربط الفرس الذي يجب على جميع الشركات الحرص عليه في توظيف طلاب حديثي التخرج. وهو أن الطلاب يملكون هذه القدرة (قدرة إستخدام المنطق و التفكير الصحيح لحل المشكلات بطريقة منهجية علمية صحيحة) و لا يملكون واقع العمل التي تهتم فيه الشركة أو المؤسسة، و أن ما يحتاجهٌ الطالب الجديد في بيئة العمل هو تدريب بسيط بعدها سوف تراه يبدع لديك، لا الخوض في تفاصيل تلك البيئة المعقدة لدى موظف جديد.

إذاً على الشركة اختبار هذا الحس عن طريق معرفة الطلاب بالخطوط الأساسية للنباهة و أستعداده لبيئة جديدة مختلفة عما كان عليه في السابق. هذا و أتمنى على طلاب الجامعات الجدد التنبه لهذا الأمر و أن يختاروا مواد غير التخصص بعناية لكي يستمتعوا بها و ويستفيدوا منها بشكل كبير. وكذا العناية بهدف مواد التخصص و التنبه لمغزاها الحقيقي في تثبيت المحتوى العام و صقل الطرق العلمية في حل المشكلات.

@abdulalhajji

 

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول