•   info@saudiusa.com
( 5 Votes ) 
1 آب 2015

إعتقآد الأفضلية

 

رعد العتيبي

 

لايمكن للمرء أن يختار نسبه ودينه ومعتقداته وبلاده ولا حتى أسمه الذي لا ينطقه بقدر ماينطقه الآخرون. لذلك أسوأ فكرة هي إعتقاد الأفضلية في أشياء لم نخترها. نجد من يفخر بنسبه ولم يقدم مايشفع ويدعم ذلك الفخر المزعوم بل على العكس أفعاله أودت بعائلته لتشمئز منه وقد يقولون ليته لم يولد يوما ! تجد من يفخر بالدين ويمجد رموزه الخالدين ويقول لاحياة لنا بدون هديهم لكنه بطريقة ما ينفر مما يحب ويفعل ما لا يقره إنسانية ورحمة وعقل بسهولة ويسر والدين يسر! فوق ذلك يريد بأن تفخر بفعاله وتقره عليها وإلا تحول اليسر لعسر.


الأول لم يختر نسبه والثاني لم يختر دينه وكلاهما لم يحسنا التعامل بما يقتضيه إرثهما وحتى لو أحسنوا فحسناتهم لهم وحسنات غيرهم لأهلها فليس من المنطق ولا الشرف تمجيد أناس بأمجاد إنتماءاتهم والعكس صحيح. ومازلنا نرى من يهيم بالطائفية والعنصرية في كل شيء لذلك أود أن أقول أن الجنون أصله بشري فلا أدري كيف أكتفينا به مرضا للبقر وهي لاتملك عقولا أصلا. إذا رأيت بأن شيئا من الحق قد قرأته هنا فهل أنت مطالب بأن تصفق لي أو تقف بصفي؟ أطالبك بالإعتراض قبل التأييد فهذا أسلم لتراجع ولكن قبل أن تعلن إعتراضك أكمل بقية السطور فما أسبقنا للأخذ بالظن وما أبعدنا لإيجاد الأعذار لغيرنا لا لأنفسنا.


المسبب الأول المجتمع والثاني الإعلام الذي أستخدمه الآن لأخاطبكم به. فدائما نخلط الدين بالعادات وأدع الأمثلة وأترك مايأتي لمخيلتك أو بالسياسة فنحب العدو ونكره الصديق وهذا خطأ يرمي بك في وحل التطرف والعنصرية وأخذ فكرة عن الآخرين بطريقة لاتقبل النقاش لأنك قبلتها بدون تفكير فالمجتمع ذو سلطة خفية ويملك خيارات كثيرة لتطيعه ومنها تهم تشكك في نواياك وأفعالك ومن السهل جدا أن ترتبط بك بسبب أو بدون. والتكرار لعبة الإعلام وتضخيم الأمور أيضا وإستخدام العبارات والأوقات والصور وكل ما يمكن أن يضلل أمر واقع لا يسلم منه أحد. يجب أن تحرص جيدا من أين تأخذ الخبر قبل أن تفكر به على أنه حقيقة لأنه نشر في الجريدة أو الموقع المفضل لديك. أبحث إن أردت مصادر معلومتك، ستجد طريقان، أولهما مسدود والأخر قله من الصحة. مهما تجلى الإعلام وسمى فهو سلاح يجير لكبت العدد الأكبر من أي أمة ويبقيها حيثما أرادت حكومتها. لا أقول أن كل مايأتي من أي مصدر أخبار مكذوب ولكنه سم في عسل كثير وأخبار لاتهم أحدا حتى أصحابها كحضور تمرين لاعب شهير وإستقبال سفير. والمجتمع هو الصواب الذي يفعله الكل ولو كان خطأ.

 

هناك فرق كبير بين الحكومة والشعب. ففي أحيان كثيره لايختارون من يسير أمورهم ويقود دولهم وإن تمكنوا من الإختيار في دولة كأمريكا وهذا ماوصلت إليه أفضل ديموقراطية بزعم أغلب البشز حاليا فلن يتمكنوا أبدا من التحكم في قراراته ولا تغير سياساته. لذلك لاذنب لهم فيما يحدث حول العالم فليس من العقل الحقد على شعب مسالم لما تفعل حكومته وليس من الدين قتل الأبرياء بداءا بشتمهم ومعاداتهم لأنهم مخالفين. الدين خلق وأقربكم مجلسا للنبي المختار صلى الله عليه وسلم أحاسنكم أخلاقا.


تفهم الإختلاف خياري وإحترامه إجباري ، فيجب أن نعي أن أكثر سكان الأرض على غير ملة الإسلام فلسنا الوحيدين ولسنا الأفضل في كل شيء لأننا نعاني بعدا حقيقيا عن جوهر الدين ومقاصده الحكيمة المراعية للكل. الإسلام مستوى راقي من التعامل البشري نقل الناس من الإهتمام بأنفسهم للإهتمام بالآخر فلا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه. في عهد الإسلام الأول كانت الأديان والثقافات والأعراق المختلفة تعيش جنبا إلى جنب في وطن مسلم واحد يرعى الحقوق ويعدل بين الجميع دون السؤال من أبوك ومادينك؟


كلمة لا إله إلا الله كانت قوية وكافية لكي يحاج النبي بها صلوات الله وسلامه عليه ربنا عز وجل لو قالها عمه أبوطالب فكيف يسوغ لأي رجل بعد هذا أن يكفر المسلمين ويستحل دماءهم وأعراضهم؟ أيا كان هذا الأحد فما خلقنا الناس لنحاسبهم ولم نكن يوما أفضل منهم إنسانية لكي نصادر حقهم في العيش والحرية. نعود لما بدأنا، الناس عبارة عن إختيارات فبعض الإختيارات تعلو بصاحبها وأخرى تهوي به لقاع سحيق وهناك أشياء كثيره لم يختارها البشر وأضحت جزء كبير مما هم عليه اليوم. لن يتغير العالم الذي تعيش فيه إلا إذا بدأت بنفسك ثم بأحبابك بطريقة لينة جميلة. فكما قرأت لأحدهم الكل يفكر بتغيير العالم قبل أن يغير نفسه. أستطيع أن أجزم أنني لو أتيتك قبل زمن بأفكارك القديمة اليوم لا أعترضت عليها ونبذتها وردة الفعل تختلف بالطبع فكيف بأناس سلموا بأن أرتداء نفس اللبس كل يوم صعب ومخجل ولكن لا يملون من صدى أفكارهم وتوجهاتهم المتكررة.

 

ثق أن الدين يجعلك تحب الناس لأنهم مثلك وأما إختياراتهم نتائجها لهم وربك الغفور ذو الرحمة خلقك لتعبده لا لتأخذ دوره كما فعل فرعون الذي قال فيه ربنا (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) صدقوني لو لم يطغى فرعون ويدعي الأولهية وأكرم رسول الله موسى عليه وعلى أخيه السلام ولم يؤمن لما أخذه الله بتلكم الطريقة وكان من الممكن جدا أن يؤمن لو كان قريبا من .الإنسانية والرحمة والخلق الحسن
 

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول