•   info@saudiusa.com
( 0 Votes ) 
3 آب 2015

بين برٍ بأم .. وتحقيق حُلم قد يتأرجح المبتعث

المقال الحائز على جائزة المركز الثالث ضمن مسابقة سعوديون في امريكا الرمضانية لفئة المقالات
"بين برٍ بأم .. وتحقيق حُلم قد يتأرجح المبتعث"


دارين مساوى


يقال أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فمنذ أن انطلق برنامج الملك عبدالله ( رحمه الله ) للإبتعاث الخارجي نجد أن هناك الكثير من المؤيدين له ولناتجه ، وفي المقابل هناك عدد لا يُستهان به من المعارضين لفكرته جملة وتفصيلا ولكل الفريقين بالطبع أسبابه ، بل أحياناً قد تجد من المعارضين من لم يسبق له أو لأحد أقاربه الإبتعاث للخارج ولكنه بنى معارضته على المسموع والمقروء في وسائل الإعلام بمختلف أنواعها.

 

ولأني إحدى ثمرات هذا المشروع أخال تقييمي للصورة قد يكون الأصدق كأقل تقدير من خلال التجربة ، أجزم أنه لن يختلف عاقلان على النقلة العظيمة التي حققها برنامج الإبتعاث في المجتمع السعودي سواء كان من الناحية التعليمية أو الاجتماعية أو الثقافية ، فبعد مُضي أحد عشر عاماً على بداية انطلاقه بالكاد أن تجد عائلة سعودية لم يلتحق أحد أبنائها أو أقاربها بهذا البرنامج وهذه الاستمرارية إن دلت على شيء فستدل على نجاح البرنامج وأنه وضع بمعايير مدروسة ومهارة عالية جعلت منه برنامج الإبتعاث الأول في المملكة العربية السعودية.

ولكن لأن الكمال لم يخلق بعد فمن الواجب علينا كخريجات وخريجين عبر هذا البرنامج أن نلقي الضوء على بعض إشكالياته من منطلق الحرص والرغبة الصادقة في تطويره للأفضل وتذليل العقبات على المبتعثين في مختلف الدول . ولعل أولى هذه المشكلات التي قد تواجه المبتعثين ولم نجد لها التفاتة من وزارة التعليم أو الملحقيات الثقافية هي (المرافقة الأم.!)

 

من خلال حضوري للملتقى الذي تنظمه الوزارة للمرشحين والمرشحات قبل مغادرتهم وجدت عدداً من المبتعثين يتساءل عن وضع المرافقة الأم إن كان ابنها هو العائل الوحيد لها ومن خلال بحثي ظهر لي جلياً في أنظمة الإبتعاث أن المرافق الذكر أياً كانت صلة قرابته أب أو أخ أو زوج يتمتع بالعديد من الحقوق خلال فترة مرافقته للمبتعث الأساسي وتشمل الرعاية الصحية، تذاكر سنوية وكذلك مكافأة شهرية تعادل الراتب الأساسي للمبتعث، ليس هذا وحسب .! بل بإستطاعته الدراسة إن رغب في ذلك.

 

كذلك المرافقة الزوجة أو الابنة لا تختلف حقوقهن عن حقوق الرجل المذكورة سلفاً إلا أن المرافقة إن كانت أماً فهناك فرق..! فهي ليست ضمن المشمولين بجميع هذه الحقوق. وإنما كل ما تتمتع به هو الرعاية الطبية وتذاكر السفر السنوية وبالتالي لا يحق لها أن تحصل على مكافأة شهرية خلال مرافقتها لابنها المبتعث. وهذا قد يثير استغراب كل من اطلع على نظام الإبتعاث وسيتبادر إلى ذهنه ذات السؤال لمَ الأم فقط ؟ كيف لا يتساءل وهي تلك الوصية المكررة ثلاثاً على لسان سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله أمك ثم أمك ثم أمك .!

 

نتساءل .. لما غابت الرعاية المعهودة من الوزارة لطلابها ومرافقيها في الخارج عن المرافقة الأم ؟ أو لم يتبادر لذهن المنظم للبرنامج أن هذه المربية خلال فترة ابتعاثها لا تقتصر احتياجاتها على الرعاية الطبية والسفر بل هي كسائر المرافقين والمرافقات يهمها توفير أساسيات العيش من مأكل ومشرب وتنقل وخلافه. ولمَ تساوت الكفة بين الأب والأخ والزوج والزوجة والابنة والابن في ميزان المرافقين ولكنها رجحت عندما قوبلت بالأم على الكفة الأخرى؟

 

إن ما يجعل القرار غير مبرّر من صانعه أن عدد المرافقات الأمهات لا يذكر إذا ما تمت مقارنته بالمرافقين والمرافقات الاخرين المذكورين أعلاه فليس كل مبتعث يتوفر بحوزته صك إعالة شرعي على والدته، بالتالي صرف مكافأة شهرية لهذه المربية الأم بالتأكيد لن يثقل كاهل ميزانية الإبتعاث وذلك لقلة العدد.

 

ومن هذا المنطلق أتمنى أن يستدرك المنظم لهذا البرنامج وإدارته هذا الغياب المستغرب في أنظمة الإبتعاث عن رعاية الأم المرافقة في الخارج خاصة ونحن لا نزال نتحسس الاهتمام المعتاد بالمبتعثين والمرافقين بشكل عام ، وبالطبع لا يخفى على صانع القرار أن مكافأة المبتعث الاساسي بالكاد أن تغطي احتياجاته الأساسية في مدينة بسيطة فكيف سيكون الحال بالمبتعثين الأبناء الذين ترافقهم أمهاتهم في مدن تختلف فيها مستويات المعيشة.

 

هذه العقبة التي قد تواجه فئة بسيطة من المبتعثين لابد وأن تعالج حتى لا يشعر الابن الراغب بالابتعاث والمنطبقة عليه الشروط أنه في مجال مساومة بين تحقيق حُلمه الدراسي والعودة للمساهمة في تنمية وطنه وبين بره بأمه التي ليس في وسعه أن يوفر لها سبل العيش الكريم خلال فترة ابتعاثه.
 

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول