•   info@saudiusa.com
( 1 Vote ) 
10 آب 2015

غَمًّا بغم

 

 

 

زكية حكمي

 

قال تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَىٰ أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ ۗ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.(153)} سورة آل عمران. استوقفتني هذه الآية كثيراً لأننا اقترن في أذهاننا بأن الغم عقوبة أو ابتلاء لا مثوبة أو نعمة. فكيف يقول الله سبحانه وتعالى فأثابكم غَمًّا بغم بدلا من فأصابكم غَمًّا بغم!

 

نزلت هذه الآية حول الأحداث التي حلت بالمسلمين في غزوة أحد فبعد هزيمتهم وخسارة الغنيمة وفرارهم، أُشيع آنذاك خبر مقتل الرسول صل الله عليه وسلم. فانشغلوا بالغم الأخير عن التفكير بالهزيمة، و حين علموا بعدم صحة الخبر فرحوا بأن الحبيب بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه مازال بينهم على قيد الحياة فنسوا من شدة الفرح غمهم السابق.

 

يحدث في حياتنا أن يلهينا لقاء عابر عن قسوة فراق و وداع مؤقت عن مرارة فقد و بداية رتيبة عن وجع النهاية وصدفة غير متوقعة عن موعد منتظر منذ سنوات! يحدث أن يشغلنا هم عن التفكير بهم و حزن عن الإنغماس التام في حزن و ذكرى عن الاسترسال في ذكرى. حتى لا نحزن على ما فاتنا ولا ما أصابنا، حتى لا تموت أرواحنا ألماً ولا تشقى قلوبنا حزنا، و حتى نهنأ فيما تبقى من دنيانا قبل الصعود لسلم الطائرة والسفر للوجهة الأخيرة.

 

حبيبي يا ربي.. صباح/ مساء محصن باسم الله الأعظم من الهم والغم والحزن والكآبة و ضيق الصدر والوحدة.
 

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول