•   info@saudiusa.com
الأندية الطلابية لتعليم اللغة العربية
( 0 Votes ) 
15 تشرين1 2017

الأندية الطلابية لتعليم اللغة العربية

الكاتب: رائد الحربي 

طالب الهندسة الميكانيكية في جامعة كانساس

 

قدمت إلى الولايات المتحدة و أنا مستشعرًا في داخلي مسؤولياتٍ عدة تجاه بلدي و مجتمعي و هويتي وذلك من أجل أن أمثلهم خير تمثيل . و في الأسبوع الأول من وصولي إلى أمريكا ، وُفِقت في أن تعرفت بالصدفة على مجموعة طلاب أمريكان يرغبون في تعلم اللغة العربية ، فحظيت في فرصة مساعدتهم على التعلم على أن يساعدونني في تعلم اللغة الإنجليزية . فكنت أقابل أكثر من ٢٠ شخص في الأسبوع و أكثر من واحد في اليوم لتبادل اللغات و المعرفة . و حينما بدأت الدراسة الجامعية ، عملت بشكل رسمي بمقابل و بدون مقابل لمساعدة الطلاب على تعلم اللغة العربية . و من خلال تجربتي هذه ، وجدت أن معظم من تعرفت عليهم من أولئك الطلاب قد زاروا مناطق عربية لممارسة اللغة هناك . فكانوا يذهبون إلى معاهد تعليم العربية كلغة ثانية في الأردن و مصر و المغرب و لبنان و عمان ، ولكن للأسف لم يذهب أيٌ منهم إلى المملكة العربية السعودية ، و حينما كنت أسألهم عن سبب عدم ذهابهم إلى هناك كان الجواب ( بعثاتنا ليس لديها تنسيق مع مراكز في المملكة ) . يحز في خاطري كثيرًا أننا بلدٌ عربيٌ غنيٌ و لدينا إمكانياتٌ كبيرة جدًا ولدينا جامعات تنافس على مستوى المنطقة و لا يوجد لدينا ذات الاهتمام في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها . و لكن ، طالما أن العمل على تجهيز و تهيئة هذه المراكز قد يستغرق وقتًا طويلًا من حيث إيجاد البرامج القوية و تهيئة الأماكن السياحية و ما يتبع ذلك من تنظيمات ، فإنني اقترح أن نقوم باستغلال التواجد الكبير للمجتمع السعودي في أمريكا ، من خلال تهيئة الأندية الطلابية السعودية المنتشرة للاهتمام بهذ الجانب . فلو كان جزءًا من مسؤوليات النادي العمل على تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ، سنجد أننا قد تركنا لنا بصمة في المجتمع الأمريكي . فلو فرضنا أنه لدينا ٣٠٠ نادي طلابي في أمريكا ، وكل نادي ساعد أربعة طلاب في الفصل الدراسي الواحد ، فإننا سنكون قد علمنا ٢٤٠٠ طالب غير ناطق للغة في السنة الدراسية الواحدة . هذا الرقم أكثر من مجموع عدد الطلاب الأمريكان الذين يسافرون للبلدان العربية لتعلم اللغة هناك . 

و فوائد مساعدة الأمريكان على تعلم اللغة العربية عديدة ، فبالإضافة إلى أنه واجبنا تجاه اللغة العربية أن نعلمها و ننشرها للآخر ، فإننا نشارك شيئًا من هويتنا و حضارتنا السعودية مع الآخر . ففي تعلم اللغات ، نقلٌ للثقافة و تعريفٌ بالهوية ووسيلة مباشرة للتواصل بين المجتمعات . فتكوين علاقة مباشرة بين الشعوب ، يساعدنا في ثبات العلاقات بين البلدان حتى لو تغيرت الظروف الإقتصادية أو الأسماء السياسية ، و لنا في تغير الرئاسة الأمريكية خير دليل على ذلك حيث ضعفت ثم قوت العلاقة بعد فقط تغير الأسماء السياسية و ذلك لضعف العلاقة المباشرة بين الشعبين . و كذلك نضمن وصول معلومات غير مغلوطة عن مجتمعنا السعودي من خلال أبنائنا المبتعثين . 
تطبيق مثل هذا المشروع يحتاج إلى مبادرة و تكاتف بين وزارة التعليم ووزارة الإعلام ، حيث أن هذه المبادرة تلزم وجود طاقم مشرف و معلومات مساعدة جاهزة وطلبة مدربين على كيفية تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها . هذه المبادرة و إن كانت مكلفة ، لكننا سنجني من وراءها الشيء الكثير . و كذلك ، توجيه الأندية لتقديم خدمة للمجتمع سيكون أكثر إثراءًا لها من تقديم خدمات قد لا تكون مناطة لها بالأساس ، و سيعطيها فعالية أكبر في داخل الحرم الجامعي . هذا العمل لا يجب أن يكون عشوائيًا بل يجب أن يكون منظمًا و بتنسيق بين الأندية و الجامعات . فعلى سبيل المثال ، من الممكن أن تكون مسؤولية النادي السعودي استلام مسؤولية ساعة المساعدة للطلاب الدارسين للغة العربية Arabic Help Room و التي توفرها معظم الجامعات و مهمتها بسيطة جدًا حيث تتطلب التواجد فقط . فالأندية السعودية من الممكن أن نستخدمها كمنصات إعلامية نتواصل بها مع المجتمع الأمريكي بشكل مباشر .
للغة العربية مسؤولية على عاتق الجميع ، و طالما أننا نملك كامل الإمكانيات و الموارد البشرية ، فإننا نعتبر مقصرين تجاهها ، و مقصرين تجاه تمثيل وطننا خير تمثيل من خلال تعليمها للآخر في الخارج.

 

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول