تجربتي مع النادي السعودي في جامعة ويست فرجينيا

بقلم : ياسر علي الشهري

قدمت إلى الجامعة في فصل خريف 2013 مبتعثا من الهيئة الملكية بينبع كطالب دكتوراة في هندسة الحاسبات. استقبلني أحد الطلاب المبتعثين والمتطوعين في خدمة النادي من المطار، وساعدني في ايجاد سكن. وتزامنت تلك الفترة مع حالة من الركود للنادي السعودي وانتقال الإدارة. لم أكن على التصاق كبير بالنادي ولكن استطعت التعرف حينها على رئيس النادي ورأيت منه الرغبة في خدمة النادي ولكن كان هناك حالة من عدم الانسجام بينه وبين فريق العمل كونه جديد على الجامعة. وسبب قبول المنصب هو تهرب الكثير من هذا المنصب . اجتهد بما يستطيع وقدم خدمات كبيرة يشكر عليها كفرد وسط مجموعة لا تعمل.

أدركت حينها ضرورة إحداث تغيير كبير في أجندة النادي وطريقة العمل ولكن بحكم وجودي حديثا في المدينة وانشغالي بالمواد وعدم وجود قاعدة صلبة من العلاقات رأيت ان إحداث التغيير المطلوب قد يتطلب عام آخر على الأقل. في خلال هذا العام تعرفت أكثر على كثير من الطلاب السعوديين القدامى وممن خدموا النادي في فترات سابقة . كنت أفتح لهم دائما موضوع النادي وضرورة العودة بالنادي إلى واجهة الأندية الجامعية والأندية السعودية على مستوى الولايات المتحدة. الجميع كان يجمع بالموافقة ولكن دون الرغبة في التحرك .

ادركت حينها أنه لا بد لشخص ما أن يعلق الجرس فبادرت بنفسي وكنت قد شاركت قبلها كعضو في انتخابات النادي لعام 2015 . ومع نهاية العام دعوت الجميع للاجتماع وعقد لجنة عمومية لتشكيل لجنة للانتخابات التالية. ومع هذا التحرك ابدى مجموعتين رغبتهم في الترشح لرئاسة النادي السعودي وكلاهما كانا يشكلان ثقلا كبيرا بين الطلبة. أحدهما الدكتور فيصل العنزي والذي بدا جادا في عودة النادي السعودي للواجهة. نظمنا عدة اجتماعات مع المرشحين في مطلع 2016 للاتفاق على موعد المناظرة والتصويت.

وعقدت في شهر فبراير 2016 احد أنجح اللقاءات بين المرشحين فيصل العنزي ويوسف فالح حضرها مايقارب المئة طالب وطالبة. وتم عقد التصويت في اليوم الذي يليه وصوت حينها مايقارب من 180 طالب وطالبة , حصل المرشح فيصل العنزي على النصيب الأكبر من الأصوات وفاز برئاسة النادي السعودي لعام 2016. وبدأت من ذلك التاريخ قصة جديدة للنادي السعودي حيث قام الرئيس الجديد بعدد كبير من الفعاليات والأنشطة المتنوعة , الإجتماعية والرياضية والعلمية. وعاد النادي للواجهة مجددا والتف الجميع حول النادي مرة أخرى.

كان ذلك بفضل الله اولا وتوفيقة ثم تكاتف وتفاعل الجميع مع رغبتهم في التغيير . ولذلك من المهم جدا عندما يكن لديك هدف معين أن تحسن التخطيط له وأن تعمل بقوة لتحقيقة وأن يكون لديك إيمان عميق بتحقيق ذلك . فيسخر لك الله كل الأسباب للوصول إلى ذاك الهدف. وكنت دائما اتساءل ماذا لو لم يتحرك أحد وأخذ الجميع موضع المتفرج لكان حال النادي ربما كما كان أو لتأجل التغيير عاما او عامين لحين ان يتقدم شخص ويحرك المجموعة. استفدت كثيرا من هذه التجربة ان الناس لديها الكثير ولكن تفتقد احيانا الجرأة وتحتاج الى شخص يمهد لها ويأخذ بيديها نحو التقدم وتحقيق الأهداف

طالب دكتوراه هندسة الحاسبات*

p.p1 {margin: 0.0px 0.0px 6.0px 0.0px; text-align: right; line-height: 17.0px; font: 14.0px 'Geeza Pro'; color: #1d2129; -webkit-text-stroke: #1d2129; background-color: #ffffff} span.s1 {font-kerning: none} span.s2 {font: 14.0px Helvetica; font-kerning: none}