•   info@saudiusa.com
مات في العشرين ودفن في الثمانين!
( 2 Votes ) 
20 تشرين1 2017

مات في العشرين ودفن في الثمانين!

بقلم: خالد المهيمزي 

الشيخ العلامه الحنبلي ابي الوفاء ابن عقيل، في الثمانين من عمره يشتغل فكريا ونفسيا ويقود الفكر في زمانه. السياسي البريطاني غلاديستون وهو في عمر الثمانين أكثر حماسة منه وهو في العشرين، لأنه في الثمانين تولى رئاسة الوزارة البريطانية للمرة الرابعة. 

توماس هوبز الفيلسوف السياسي الانجليزي المشهور كتب ترجمته للإلياذة وهو في التسعين من عمره. أما الفيزيائي المعروف جيمس واط شرع يتعلم الألمانية وهو في السابعة والثمانون وقد تعلمها وأتقنها. في القرن التاسع الهجري طلب خالد الأزهري علم النحو وهو كهلاً قد تجاوز الخمسين ويؤلف بعد ذلك متنه في النحو والصرف وصار عَلماً فيه
أفلاطون الذي مات وهو يكتب "استاذ أرسطو اليوناني المشهور" كتب كتابات الجميلة وهو ابن إحدى وثمانين. العز بن عبدالسلام تفرغ للعلم الشرعي بعد أن تجاوز الخمسين بسنة واحدة، ثم مات بالثمانين وقد أصبح من أهم علماء الاسلام.

 أما الشباب فقد كتب أينشتاين نظريته التي هزّت الكيان الإنساني وأشغلتهم وهي النظرية النسبية، كان عمره آنذاك خمس وعشرين سنه فقط.

 عبدالقادر الجزائري بدأ يدّوخ ثاني أعظم دولة في العالم فرنسا وهو في الخامسة والعشرين من عمره. إسحاق نيوتن سجل جزء من أروع نظرياته وهو شاب في الرابع والعشرين. الموسيقار الكبير الرازي يترك الفن ويبدأ دراسة الطب في الثلاثين من عمره ثم أصبح طبيب أسطوري بعد ذلك وصار مديرا لمستشفى بغداد أعظم مستشفيات العالم في ذلك الوقت
فعلها كبار وفعلها صغار اذا لا مستحيل وبالتالي لا عذر.

اكتب هذه الكلمات بعد أن قابلت مره شاب في بداية العشرينات من عمره، وسألته لماذا لم تكمل الجامعة؟ قال: لقد فاتني القطار! 

يتعجب المرء أحيانا أي قطار هذا!!

 إلا أن يكون قطار الكسالى والمحبطين، قطار خلق الاعذار والهروب من المسؤولية قطار من ليس له هدف في الحياة ، قطار الوهم الذي لم يكن موجود ليركبه
هل كان عصياً عليه أن يستوعب هذا المعنى الإسلامي الراقي: أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا؟

 أم أنه لا يفقه دعاءربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار
والعجب لا ينتهي من رجل يدخل الأربعين من عمره فيشعر بقرب أجله فيبدأ بالزهد ويتوقف عن الحياة والعطاء ويردد: يا الله حسن الخاتمة! يتوقف في الوقت الذي يجب أن ينطلق منه وهو عمر الأربعين العمر الذهبي، عمر الأربعين يا سادة هو عمر الخبرات والتجارب والحكمة وهو العمر الذي بدأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتنفيذ مهمته الاخيرة في الرسالة الاخيرة الى الإنسانيه جمعاء . فكيف له أن يقول بعد الأربعين يالله حسن الخاتمة الا ان يكون مثل ذلك الشاب وقطاره الذي فاته في العشرين من عمره.في الختام يجب ان لا يكون هدف المبتعث التخرج من الجامعة في سن العشرين، ثم تموت كل الطموحات بعدها. فأحذر ان تموت في العشرين وتدفن في الثمانين

*أكاديمي مبتعث

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول