•   info@saudiusa.com
مبتعثون سعوديون يروون تجارب التعايش والاندماج في بلدان الابتعاث
( 0 Votes ) 

مبتعثون سعوديون يروون تجارب التعايش والاندماج في بلدان الابتعاث

بين الدبلوماسية والدراسة، يحكي المبتعث السعودي قصي الحنطي تجربته بحكم طبيعة عمل والده دبلوماسياً وتنقله بين عدد من سفارات المملكة في الخارج، فتنقل قصي برفقة والده بين اليونان وأذربيجان، وعلى رغم أن هذه الفرصة أتاحت له التعرف على ثقافات متنوعة إلى جانب الدراسة فيها، والإطلاع على مفاهيم مختلفة من أسلوب الحياة ونمط العيش لدى هذه الشعوب، وما تحويه من حضارة وتاريخ، إلا أنه يعتز بهويته الإسلامية ويفتخر بوطنيته عند لقائه بهذه الشرائح المختلفة من البشر والأجناس والأديان.

يعيش الحنطي الآن في بريطانيا لمواصلة مسيرته العلمية إثر ابتعاثه لدراسة إدارة الأعمال في جامعة لندن، ويصف تجربته وتنقله بين بلدان عدة بـ«الفريدة من نوعها ومفيدة لتنوع أساليب الدراسة». وقال لـ«الحياة»: «درست في نظام تعليم أميركي حين كنت في اليونان، وبنظام بريطاني في أذربيجان، وحالياً أنا في لندن، وأتاحت لي طبيعة عمل والدي مقابلة شخصيات من كل أنحاء العالم، والتعرف عليهم وعلى عاداتهم المختلفة عن عاداتنا، وتعلمت من هذه التجربة أن أعامل الآخرين بأدب، واحترام، واتقبل وجهة النظر الأخرى، وعدم النظر إلى جنسية أو دين أو جنس من أقابل».
ووصف مشاهداته في تلك الدول، وأبرز ما يميزها اليونان وسكانها المعروفين بولعهم في التاريخ والحضارة، وهم الأغريق الذين مازالت آثارهم باقية في وسط العاصمة أثينا، وأشهرها «اكروبولس». وهناك الكثير من المتاحف والمعالم التاريخية الأخرى المنتشرة في أرجاء اليونان، مشيراً إلى أن السياحة من أهم مصادر الدخل الأساسية للدول، لذلك يسعد السكان بالمساعدة وتقديم الخدمة للأجانب والسياح.
وعن أذربيجان، قال الحنطي: «بما أنها دولة إسلامية، فطابع معالمها إسلامي، إذ دخلها الإسلام قديماً جداً»، مضيفاً: «كان من الصعب التعامل مع أهلها، لكون لغتهم الرسمية الأذرية، وبعدها الروسية، وقليل جداً من يتحدثون الإنكليزية، ولكنهم سيتغيرون مع الوقت، لأن الدولة تسعى لتوسيع نطاق السياحة في البلاد، غير أنهم يتميزون بالطيبة والكرم ومحبتهم للعرب، والسعوديين خاصة».
ويدرس قصي الآن في جامعة City University of London، تخصص إدراة الاعمال بـCass Business School بعد أن أنهى السنة التحضيرية العام الماضي في معهد تابع للجامعة اسمه (into -city) لم يتعرض لصعوبات تذكر أثناء دراسته، عدا اليونان، إذ واجه مضايقة من أحد الطلاب «بسبب ديني وضعف لغتي في بداية اغترابي، وكان من الصعب علي أن أدافع عن ديني بشكل جيد، وانتهى الموقف بتدخل أحد زملائي اليونانيين، مطالباً ابن جلدته بعدم إقحام الدين في العلاقات الشخصية، وأن ليس له الحق أن يشوه صورة اليونانيين بهذا الشكل».

تصنيفات المغتربين
أما المبتعثة أمل الصقور فلها تجربة أخرى مع قصة «مجموعة المرأة العربية»، فلم يكن الابتعاث عائقاً أمام المبتعثة إلى المملكة المتحدة لدراسة الدكتوراه في اللغة الإنكليزية في كلية التربية بجامعة درم البريطانية لتحقيق شغفها بتأسيس مبادرة تهتم بقضايا المرأة العربية التي أطلقت عليها «مجموعة المرأة العربية.. ربيع الغربة»، قالت عن هذه المبادرة: «كأية امرأة سعودية، وفي زخم الضغط الدراسي؛ كنت أبحث عن أي مجتمع يتكون من زميلات تجمعهن المحبة ويساعدن بعضهن في الغربة على تحقيق أهدافهم، تمنيت أن أجد مجتمعاً يهتم بالمرأة ويحتويها ويعوضها عما تفتقده في غربتها. وبالفعل وجدت القليل منها، وللأسف لم تكن من بينها ضالتي، بسبب افتقادها خصوصية المرأة العربية».
وأكدت أنها باعتبارها امرأة عربية لا تريد «التنازل عن مبادئي وعادتي حتى أتمكن من الاندماج مع المجتمعات الأخرى للسيدات في مدينة درم، لأن كل مجموعة كبرت أم صغرت كانت مصفوفة في ضوابط واشتراطات غير مكتوبة، ولكن كانت واقعاً ممارساً، فبعض من هذه المجتمعات الصغيرة وضعت ضوابطها، والتي أكثر ما يمكن وصفها بأنها اشتراطات شللية، وإن لم أوافق عليها فلن يقبلن وجودي بينهم»، مشيرة إلى أن هذه المعايير «إما قبلية أو مذهبية، أو أن يتم تصنيفك بما تملك من مال، وما تستطيع تقديمة للشلة»، لافتة إلى أنه تم «إقصاء كثيرين قبلي ممن لم يقبلوا بهذه التصنيفات، وانتهى بهم المطاف إلى وحدة قاتلة في أرض الغربة». وفي المقابل، وجدت الصقور مجموعات تهتم بالمرأة في بريطانيا، وتقدم نشاطات اجتماعية ورياضية من دون شللية، غير أنها لا تتناسب معها لوجود رجل في النشاطات كافة، وقالت: «على رغم أهمية وجود الرجل في حياتنا، إلا أن المرأة العربية تحتاج لمساحة من الخصوصية، فهناك مجموعة كبيرة من السيدات والفتيات العربيات لا يفضلن الاشتراك في التجمعات الرياضية مع وجود الرجال حتى وإن سمح لهن البقاء بالحجاب، وبالمنطق نفسه نقيس عليها الأنشطة الاجتماعية والثقافية وغيره».
وتابعت: «كان لا بد من المبادرة لصنع شيء جديد يجمع بين نقطتين، الأولى هي قبول الجميع بعيداً عن أية عنصرية أو طائفية، والأخرى هي التزام مجموعة نسائية حفاظاً على خصوصيتنا باعتبارنا نساء عربيات، وبسبب حبي للحياة الاجتماعية بدأت الفكرة تنمو في مخيلتي، وهي خلق مجتمع في أرض الغربة يهتم بخصوصيات المرأة العربية بعيداً عن أية شروط أو تمييز عنصري قبلياً أو مناطقيا أو مذهبياً، وكان التحدي الأول هو كيفية جمع الفتيات والسيدات في مدينة درم وإقناعهم بتشكيل مجموعة واحدة فبحثت عن القواسم المشتركة بين الفتيات، مثل الأنشطة الرياضية والتعليمية والاجتماعية».
وبدأت أمل في مجموعة «واتسآب» صغيرة، إذ عملت خلالها بتوضيح البداية أن من شروط الانضمام إلى المجموعة هو «قبول الآخر وترك الأحكام لرب العالمين فما يجمعنا في هذه المجموعة هو الاهتمامات المشتركة والمحبة فقط، فلسنا مجموعة دينية مع كامل احترامنا للجميع».
يوماً بعد آخر، بدأت الأعداد تزيد وبدأت الاهتمامات تكبر، وخصوصاً بعد انضمام أختين إلى مجموعتنا: إيمان الحسني من سلطنة عمان، وأماني السقاف من السعودية، ومنذ انضمامهما بدأنا نشرع على تطوير الأفكار ومشاركة العمل التطوعي على مستوى أكبر». وتستطرد الصقور عن مبادرتها «بعد سنة كاملة من تكوين المجموعة أصبح المكان الذي نعتمده للقائنا الاجتماعي لا يكفي، وبدأت أفكر في أهمية تسجيلها رسمياً، ليتسنى للجميع التسجيل فيها، فبدأت أبحث عن أية منظمة تقبل بنا، وبدأت في إحدى الجهات الرسمية في الجامعة التي رحبت بقوة في الفكرة، وعرضت كل أنواع الدعم، ولكن اشترطت علي التنازل عن الحق الفكري في إنشاء هذه المجموعة، ونسبها مباشرة إلى رئيس القسم، والذي قابلته برفض تام».
وأضافت: «استمر البحث، وهذه المرة مع جهة تهتم بالمسلمين، ولكنهم اشترطوا أفكار تقود إلى عكس ما نؤمن به في مجموعتنا ودوافع المجموعة فلم اتفق معهم. وبعد ذلك توجهت إلى اتحاد الطلبة في الجامعة، فاشترطوا دخول الرجل معنا للاعتراف بها كمجتمع وحتى نحصل على التمويل، فرفضت هذه المرة أيضاً وبعد إصرار على ضرورة الاعتراف بنا لحقوقنا تمت الموافقة على الاعتراف بنا جمعية أو مجموعة غير ممولة، لأنها مقتصرة على النساء، وكان ذلك إنجازاً أدخل الفرحة علينا جميعا».
وعلى رغم مواجهة المجموعة سيل من الانتقاد والتجريح، إلا أن إيمانهم بقدرتهم على صنع الكثير هو الدافع الذي جعلهم يستمرون في هذا الطريق «لنشر رسالة نبيلة، فنحن سنظل نفتح قلوبنا للجميع، سالكين طريقاً يسمى بمذهب المحبة»، مبينة أنها لا تطالب بالمساواة مع الرجل «بل بالعدالة، فلا بد ألا تظلم المرأة ولا يؤخذ منها حق شرعي لها أو تمنع من ممارسة نشاط أو حتى هواية إن كانت لا تضر غيرها أو أن توضع أخطاؤها تحت المجهر، بينما لا يؤخذ بذلك مع الرجل».

 

المصدر

قسم التحرير

محتوى هذه المقالة لا تمثل رأي صفحة سعوديون في أمريكا او فريق عملها وانما تمثل رأي كاتبها

- Twitter - Facebook
قسم التحرير

موعد نزول الرواتب

تم ايداع المخصصات

تسجيل الدخول