[صيّب الدِيم]

الوصول لسلم النجاح وقمته غالبا طريق مليء بالصعوبات والتحديات كا لمغامرة والجرأة أو الإرادة القوية والصبر ويشترط غالبا تكريس جزءًا مِن الوقت. لكن هناك طريق لايتطلب الكثير مِن الوقت ولا يملؤه الصعوبات والتحديات بل اتباعه بعد توفيق مِن الله عز وجل سوف يجعل مِنك شخصا يتلذذُ بطعم النجاح والرقي. طريق اتباع القاعدة الجوهرية [قليل مستمر خير من كثير منقطع]. هذه القاعدة تعد [كصيّب الدِيم]. صيّب الدِيم هو المطر الخفيف المستمر الذي ينفع الأرض ولايؤذيها. تستطيع اتباع هذه القاعدة في حياتك الدينية  أو المهنية  أو الإجتماعية. وما أعظمك مِن شخص إذ اتبعتها بشتى المجالات.

-قليل مستمر خير من كثير منقطع: دينيًا

سُئِل رسول الله ما أحب الأعمال إلى الله ، قال الرسول صلّ الله عليه وسلم : (أَدوَمها وإن قَلّ).

اتبع هذه القاعدة عِند قراءتك للقرآن و صلاة الليل والصدقة... على سبيل المثال: بدلا مِن أَن تتصدق ب١٠٠٠ريال مرة واحدة في السنة ، تَصدق ب ٥٠ ريال شهريا  أو ١٠ ريالات كُل يوم. اقرأ صفحة إلى صفحتين مِن المصحف الشريف يوميا بعد كُلِ صلاة  لِتُصبح عادة سهلة الاتباع تُضيء بها عقلك وتُقوي بِها علاقتك بربك، أفضل بِكثير مِن قراءة جزء كامل في يوم واحد فتتثاقل هذه العبادة ثم تنتهي للأسف بهجرانها. لذا الإستمرار بفعل العِبادات وإن قل يعد مِن الأعمال المحببة لله عز وجل لإنها أقرب للُسنة. وتَذكر أخي المسلم أختي المسلمة أن ديننا الحنيف لايكلف النفس فوق طاقتها.

قليل مستمر خير من كثير منقطع : مهنيًا

العقل مثل الشجرة، الشجرة تحتاج للضوء والريّ المُستمرالغير مُنقطع كي تكون دائمة الخُضرة ولتنتج أجمل وألذ الثمار. فلا تبخل بتزويد عقلك يوميًا بالعلم النافع الذي تنفع بِه نفسك ومن حولك. على سبيل المثال :خصص يوميا ١٠ إلى ١٥ دقيقة بقراءة كتاب أو بممارسة هواية أو بتعلم لغة أخرى لكي لاتَمل وتصبح عادةً اعتدت عليها، فالقليل المستمر أعظم وأجل. اتبعاك هذه القاعدة سوف تجعل منك إنسانا ناجحا بمجالات عديدة وستجعلك معلما ومربيا لنفسك و لغيرك ولبقًا ومثقفًا بحديثك وأهمها مميزاً نَشِطًا خلال وقت فراغك. وأعلم أخي العزيز أختي العزيزة أن الوقت معلم لمن لا مُعلم له.

--قليل مستمر خير من كثير منقطع : إجتماعيًا

الإنسان اجتماعي بطبعه مُحبًا لِتكوين الصداقات ومُحبًا لاجتماع الأقارب والأحبة مِن حوله وساعيًا لوصالهم بطرق التواصل المتعددة. لكن الإنسان غالبا ينشغل بملهيات وظروف الحياة المختلفة مِن حوله ، مِما تُجبره في بعض الحالات بالتقصير مع الغير. فبتعد كل البعد عن التقصير بتباع هذه القاعدة مع الأهل والأصدقاء. مثلا اجعل مِن أسبوعك المُزدحم بِمشاغل الحياة يتخلله ولو مكالمة قصيرة تتواصل بِها مع صديقك أوساعة تصل بِها رحمك. تَيقن أخي الكريم أختي الكريمة أن قاعدة القليل المستمر في العلاقات الإجتماعية خلال انشغالك و ظروفك لن تفسد علاقتك بل سوف تقويها وتزيد مِن رُقيها واحترمها.

-في نِهاية المطاف ، تطبيق قاعدة صيّب الدِيم بمساعدة نفسكبعد الله تعالى ستجعل منك إنسانا ناجحا متميزا بِنورالدين والعِلم والأخلاق. فالأمور مرهونة بأوقاتها ، فجميع البشر يُفكرون بكيفية قضاء أوقاتهم ، لكن المبدعون والمتميزون منهم يفكرون بِكيفية استثمارنعمة الوقت بمايفيدهم.

أختم موضوعي داعية الله عز وجل أن تستفيدوا وتفيدوا.

 بقلم: منيرة بنت صالح الحناكي- _munirah_saleh@ Twitter

 طالبة مرحلة بكالوريوس بجامعة ولاية اوكلاهوما

قسم اللغة الإنجليزية {تخصص الكتابة المهنية}